
في رسالة مشبعة بالحنين والأسى، يكتب مودين مالين رسالة مؤثرة إلى فرنسا، وطنه الذي يُرى على أنه بعيد ومتغير. يصور أمة كانت محل إعجاب واحترام ذات مرة، أصبحت الآن غير معروفة للمغتربين والمواطنين.
فرنسا الأمس: أمة مثالية
يتأمل مودين في فرنسا المثالية، المُرى من خلال الذكريات والأوهام لأولئك الذين لم يختبروا حياتها اليومية عن قرب. هذه الروايات، المفعمة بالحنين، ترسم صورة لفرنسا شبه أسطورية، مليئة بالسحر والعظمة. بالنسبة لمودين، تعد هذه الحوارات بمثابة تسلية، تذكير بوطن يبدو أنه لا يزال موجودًا في ذكريات بعيدة.
الواقع المر: فرنسا غير المعروفة
على النقيض من هذه الصورة الرومانسية، تقف الحقيقة التي يواجهها مودين: فرنسا مريضة، بل ومشوهة. الأشخاص الذين رأوا حالتها الحالية لا يستطيعون إلا تحويل نظرهم، مشعرين بالحرج أو الحزن. يُوصف باريس، العاصمة، بأنها “حفرة مفتوحة”، رمزًا للمشاكل الداخلية التي تعصف بالبلاد.
الازدواجية الفرنسية: عظمة الماضي وانحدار الحاضر
يسلط مودين الضوء على ازدواجية فرنسا، التي كانت في الماضي مهد الفلسفة الحديثة، العلوم، والفنون، والآن تُنظر إليها كمجرد “بلد جميل صغير”. تبدو هذه التقليصات المأساوية وكأنها تمحو الإنجازات التاريخية والثراء الثقافي الذي عرّف الأمة. يتحول الحديث الحنيني إلى نقد مرير لكيفية إهانة ونسيان فرنسا، حتى من قبل أبنائها.
نداء للذاكرة والإجلال
على الرغم من الانتقادات وخيبة الأمل، يعبر مودين عن تعلق عميق بفرنسا، مسميًا إياها بحنان، حتى في مواجهة انحدارها.